موقع الصحفي صادق سريع

يمني

الجمعة، 8 أبريل 2011

بيوت في الهواء الطلق





بيوت في الهواء الطلق..!


أكثر من 1000 أسرة في بيوت من الصفيح و شوارع يستخدمها مجانين فنادقا للنوم ويسخرها متسولون مكانا للراحة ومصدرا للرزق


أقتربت منه.. أظنه سيأنس بحديثي والحيرة تراودني.. بآي لغة أحدثه .. تجرأت فضوليتي .. فسألته عن حاله ..لم يجيب.. فقط، ظل محدقاً نحوي ..اللهم اجعله خير"تراجعت قدماي..تركته في حاله وذهبت في حالي وانا أرقب حركة يديه .. تذكرت ماقاله لي المدير التنفيذي لمشروع مكافحة التسول بأمانة العاصمة"لاتوجد جهة مختصة لوأخذنا المجنون أين نطرحه..! هل يعقل أننا نطرحه بين المتسولين..! هذا على المصحات النفسية أوالسجن المركزي والاصلاحيات وقد وجهت بعدم القبض على الحالات النفسية لان المشروع إنشىء لجمع وتصنيف الحالات التسولية فقط"ما يؤكد ذلك خلو الشوارع والجولات ليلاً من النائمين من غير المجانيين إلا ماندر.عيناي رصدت مشهد آخر.. مواطنون يعيشون في بيوت من الصفيح ما يشبه مظلات تحميهم من عوامل الطقس الحار وربما البارد لكنها لاتحقق الغرض عندما تهطل أمطار أو تهب رياح.. لم اسأل احد فيها,لكني سألت نفسي..حول هذه المظاهر المؤلمة إجتماعياً وحضرياً في مدينة سميت عاصمة ؟

صنعاء (السياسية)ـ تحقيق : صادق سريع


لاشك ان التجمعات العشوائية(بيوت الصفيح)بأمانة العاصمة,تشكل عائقاً عمرانياً يحد من الخطط التنموية,ممايوجد التفاوت بين المظاهر العمرانية,بشكل يتنافى مع الموروث الثقافي والتراثي للعاصمة الجميلة..وماتخلفه من تشوية مسألة العناية عبئاً على خدمة المدينة,وتكون مصدراً لكثير من الاوبئة والامراض الناجم عن البيئة الملوثة..

مارأته العين يعتبر غير لائقاً،ومنظرا مزرياً تنأى العين من رؤيته وتقز النفوس من عشرته.. يصفه القيرعي"بوصمة عار على جبين الجهات المختصة".. لكن هناك جهودا بذلت,فأمانة العاصمة ووزارة الاشغال العامةوالطرق, قد أنشئت 1150 وحدة سكنية بكامل خدمات البنية الاساسية,ضمن توجيهات الدولة لتوفير السكن الملائم لذوي الدخل المحدود والاسرالفقيرة (بيوت الصفيح والمباني المخالفة لحرم السائلة) امين الارياني,يعمل حالياً مديراً لمدينة سعوان الجديدة بأمانة العاصمة يقول"انه تم صرف عدد(987) وحدة سكنية استفاد منها عدد(987) اسرة من أسر التجمعات العشوائية,الغير لائقة (بيوت الصفيح)" تم من خلالها معالجة مشكلة السكن لثلاثة مواقع يقول الارياني"أنها اهم المواقع التي كانت تمثل موقع (باب اليمن) الفرزة,وموقع حي العصيمي(شارع 45) وموقع عصر الكساره,وهو أول موقع تم ترحيله الى مدينة سعوان"كل هذا لم يحل المشكلة التي لاتزال تشكل تشوهاً لعبق(صنعاء القديمة) المدينة التي طربت لها خيوط الوتر وغنت لها اجمل الاصوات

.وتبقى ثلاثة مواقع رئيسة يعيش سكانها في بيوت الصفيح يقول الارياني"تحتوي اطراف امانة العاصمة على عدد من المحاوي،موزعة على ثلاثة مواقع رئيسة(موقع قاعة المؤتمرات)وتعيش فيه(489 )اسرة،فيما تعيش(220 )اسرة تقريباً في حي(السواد ـ دارسلم) اما(موقع بني حواث )فتعيش فيه(230 )" اسرة تقريباً".وهناك تجمعات صغيرة غير محصورة موزعة على مواقع مختلفة بأمانة العاصمة,تشير الاحصائيات ان عدد سكان هذه الشريحة الاجتماعية (الاخدام) يصل الى( 900000)نسمة تقريباً,يعيشون في عموم محافظات الجمهورية,منهم (31000)تقريباًيعيشون في امانة العاصمة،أما محافظة تعز فيعيش فيها(45000) تقريباً,تمثل النسبة الاعلى من بين المدن اليمنية..محمد القيرعي,يعمل حالياً رئيساً(منظمة الد فاع عن الاحرار السود),مصدرتلك الاحصائيات,الذي عبر عن عدم رضاه بالواقع الذي يعيشه(الاخدام)"أنه امتداد للوضع الطبقي الذي يعانيه,(من يسميهم الاخدام)على إمتداد المشهد الوطني في سياق الوصمة الدونية التأريخية..وعدم الاعتراف بقضيتهم"لعل مايريد ان يفضي به القيرعي"أن الأخدام ينتقصون من حق المواطنة في اطارالسياسية الاجتماعية"لكن الدستور اليمني كفل الحق لكل مواطن يمني في حق المواطنة بعيداًَ عن التسميات الطبقية.فما وراء إضعاف درجة الاستعداد الاجتماعي لإستيعاب هذه الطبقة في القوام الاجتماعي العام(إطارالمواطنة)..! يرجعها القيرعي"الى قيم أجتماعية موروثة تنتقص من قيمة الاخدام ومواطنتهم,وتشريعات القوانين التي تمنعهم من إكتساب الحق المهني",لكن ماتحقق لهم في مدينة سعوان,يعتبر في خانة أعلى الحقوق الممنوحة لهم,التي لم تمنح لأى مواطن يمني(صرف بيوت سكنية,بدلاًمن بيوت الصفيح).

.فهل يكون هذا الحق مقابل ماقاله القيرعي"98%,عمال نظافة,يعملون بالاجر اليومي,يعكس التجريد من أقل اسباب المواطنة العادية والحقوق المهنية المكفولة"اذاً فشحة المهن..وفقدان القدرة على النهوض..اسبابها الافتقار لمقومات التطور الاجتماعي,بإعتبار ان طبقة الاخدام هي الافقر في البلاد..الذي مؤداه كسر عزيمة جهودهم الذاتية..مما يخلف تشوية خرج من نطاق البيئة العمرانية الى نطاق أوسع.. لم ينته سيناريو التشوية اليومي لصنعاء عاصمة الروح,من قبل ممتهني التسول او من يمارسو ن عملية النصب والاحتيال على الاخرين،الذين جعلوا من الشوارع(بيوتا في الهواء الطلق)بشكل يعكس الوضع الاقتصادي,ممن دواموا على استخدام( الشلك) لتشميم الاطفال الصغار ليناموا وقتاً اطول حتى يتسنى لهم ممارسة التسول وجمع مبالغ مالية اكثر دون ان يشغله احد حتى وأن كان ذلك على حساب صحة اطفاله الصغار,كما اكدها القليصي بقوله"ينام الطفل 24 ساعة,لانه مخدر وهذه جريمة في حق الاطفال يمارسها المتسولين الكبار من اجل المال"

.مشروع مكافحة التسول يحتوي على عدد من العنابر,يتوفر في كل عنبر(عشرين سرير) بكامل تجهيزاته ويصنف حسب الفئات(للرجال,النساء,المعاقين والاطفال).. تمثل النساء النسبة الاعلى من المتسولين من أصل 60:70 متسول يحويهم المشروع..الجدير بالذكر ان المشروع يتكلف بتغذية المتسولين الذين يتم حجزهم عبر البلاغات من امانة العاصمة او مايقوم به المشروع من جولات في شوارع العاصمة لتعقب الحالات التسولية وإلقاء القبض عليها ونقلها الى المشروع

.هنا تبدأ المرحلة الثانية بكادر متخصص مهمته فحص البيانات والمعلومات وتدينها في استمارات يتم من خلالها تصنيف كل حالة تسولية,فيما تبدأ المرحلة الثالثة بالتنسيق مع الجها ت(الامنية والقضائية) للحالات التي تقوم بممارسة النصب والاحتيال ممن يمتهنون مهنة التسول وهم في غنى عنها,أما الحالات المستحقة للضمان الاجتماعي اوالمعاقين فيتم تحرير رسائل الى الجهات المختصة المتمثلة في الضمان الاجتماعي او جمعية رعاية وتأهيل المعاقين,أما الاطفال فدار الطفولة الأمنة أمن لهم(التوجية والارشارد)كل هذه الاجراءات التي يقوم بها مشروع مكافحة التسول والتعهدات التي تعهد بها المتسولون نلحظ أثرها عند البعض من خلال تخوفهم من سيارة المشروع,بشكل يتوافق مع ما يقول القليصي"من يمتهمن المهنة يتم عمل لهم محاضر ويحولون الي النيابة" أما البعض الاخر فلم يضرب لكلامي آي حساب,كأن الشيء لايعنيه,لكنه سيتذكر ذلك يوماً ما,عندما تتوفر الامكانيات بما فيها البشرية المؤهلة أو وسائل المواصلات التي تقوم بمتابعة الحالات التي تزاول عملية التسول بأمانة العاصمة في حين لاتوجد إلا ثلاث وسائل مواصلات(نوع باص12 راكب) منها وسيلتين عاطلتين,أما الوسيلة الثالثة فنشيطة على الدوام..ومن أجل عاصمة نظيفة يتفق حاضرها مع ماضيها وجوهرها مع كلمات الشعراء وذرات الهواء الصنعاني,ولتبقى رسالة تترك أثرها في ذاكرة الزائر اوالسائح الاجنبي,فقد حملني الارياني حزمة مقترحات يطالب فيها"بتفعيل التشريعات القانونية الرادعة للحد من انتشارظاهرة السكن العشوائي..تشجيع الهجرة العكسية..إتخاذ سياسية المشاركة الشعبية والبناء بالجهود الذاتية.

.تفعيل دور الرقابة والتفتيش البلدي للأراضي الفضاء من ممتلكات الدولة"والتنفيذ معقود بنواصي الامكانيات التي ستعالج اشكاليات(بيوت الصفيح ومظاهر حالات التسول)ويبقى حال المجنون بدون حلول..ولا جهة تهتم به على الرغم أن بعض الشوارع تشتكي مما يخلفه..وقد قرر المشروع أن يتركه"فلا بد أن تنشأ لهم أماكن متخصصة" وهذا ما يطالب به القليصي,ليعودوا للعيش بين أفراد المجتمع ويسلم الشارع من مخلفاتهم الكيميائية والبيئية..والوقاية خير من تكليف عامل النظافة أعباء يفترض ان يكون لها علاج آخر من بقاء المجنون في شارع العقال..يتمنى القيرعي من الجهات المختصة"أن تتخلص من مركب النقص في نظرتها للاخدام,وتعمل على استيعاب البعد الكارثي لمعضلتهم الانسانية"فهل تحقيق التمنيات سينهي تشوية بيوت الصفيح لمدينتنا..!

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

نصية

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية